الخميس، 18 أغسطس 2016

فهم القرءان بنزع القدسية عنه والغاء اي مصادر خارجية في فهمه




عندما أنزع صفة القدسية عن القرءان وأتعامل معه بطريقة موضوعية حيادية وأحاول دراسته وفهمه بما أوتيت من علم فإنني أدخل عالم آخر وأصاب بالذهول كلما تعمقت أكثر ازداد إيمانا به وﻷنني أتعامل معه بطهارة قلب وحسن نية دائما أضع احتمالين لما لم يوافق قلبي من نصوص وردت فيه، أولهما أننا نسيء الفهم ولا بد من تغيير سوء الظن بالنص ونتعمق أكثر، ثانيهما أنه ليس من عند الله وأبقي هذا الاحتمال واردا لكنه دائما ما يتلاشى كلما تعمقت أكثر وحصلت على مفاهيم جديدة

عندما استخدم هذا الأسلوب فإنني غالبا ما أواجه صنفين من الناس، أولهم المتدينين الذين يتهموني بتحريف القرءان ليناسب هواي والإتيان بدين جديد هاي كلاس وأنني أريد أن أعيش كالدواب من غير تكليف أو محاسبة، والصنف الثاني هم الملحدين واللادينيين والربوبيين الذين يرفضون فكرة أن يكون القرءان من عند الله قطعا فيتهموني أنني أجمل ألفاظ القرءان وأدافع عنه وأقدسه بغير حق وكأنهم يملكون اليقين لكنهم لم يفترضوا العكس أنه قد يكون في الأساس تم شيطنة النصوص القرآنية وتغيير معناها إلى الشكل الحالي الذي يتلقاه عامة الناس اليوم لأسباب سياسية ولحجب نور الله لأنه أصلا لا دليل يقيني على أصل القرءان وكاتبه وزمنه ومكان تواجده وعلى من نزل


هؤلاء هم من ينطبق عليهم القول في الآية: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"

اليهودية والنصرانية حقيقة ليست ديانات ولا معتقدات بل هي حالات وصفات تنطبق على الناس ولا يسموا أنفسهم بها وكذلك الحال مع الإسلام
اليهود والهدهد من الهدى وهم من اشتروا الضلالة بالهدى وظنوا انهم يحسنون صنعا وأنهم مصلحون ويتبعون شرع الله لذلك فإن جميع المتدينين الذين يتبعون ديانات أرضية كهنوتية هم بطبيعة الحال يهود ومشركين لأنهم يتبعون شرائع وضعها لهم بشر بالرغم من عدم موافقتهم القلبية في كثير منها


أما النصارى هم من نصروا شخصا أو فكرة ورفضوا غيرها، فمثلا المتأسلمون بشكل عام ينصرون شخص محمد على غيره والسنة ينصرون الصحابة على غيرهم والشيعة ينصرون آل البيت على غيرهم والمسيحيين ينصرون عيسى أو يسوع على غيره والبوذيين ينصرون بوذا على غيره والهندوس ينصرون كريشنا أو براهما على غيره والمستهودين ينصرون داوود على غيره وهكذا

فهم يقتربون إلى الله زلفى بهذه الأصنام الفكرية التي خلقوها ويشركوهم في الحكم مع الله



لذلك لن اتبع ملة أحد منهم وسأتبع القول في الآية: "وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين"
وكذلك القول في الآية: "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا"


إبراهيم هي حقيقة كلمة مركبة من شطرين، "ابرا" أي أنه يتبرأ من الأفكار الفاسدة السائدة والموروثة وتحطيم الأصنام الفكرية، والشطر الثاني "هيم" أي هام في البحث والشك في كل صغيرة وكبيرة بحثا عن الحق لذلك إبراهيم عندما كفر بأصنام قومه اتخذ الشمس والقمر آلهة وعندما وجدها تأفل كفر بها وكذلك الحال مع النجوم فقد كان عالم فلك وشديد التأمل ظل على هذا النحو حتى عرف الله حق المعرفة وآمن به


بقلم زيد دحبور

اقرأ أيضا








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق